تاريخ العمران في تركيا وتطوره عبر الزمن
تطور العمران في تركيا على مر السنين و مرّ في عدة حقبات وعدّة ثقافات حتى وصلنا إلى ما نحن عليه الان .
- الاثنين 24 أيار/مايو 2021 05:16 مساءً
- أخر تحديث: السبت 21 كانون أول/ديسمبر 2024 03:29 مساءً
- 9748
على مرور الزمن والعصور مرّت العديد من الثقافات والحضارات والإمبراطوريات كل منها كان لديه بصمة تاريخية معينة و أثرا معيّنا يدلّ على وجودها في منطقة جغرافية أو لغة معيّنة أو رموز أرّختها الكتب و المدوّنات , ولعلّ أبرز الأشكال التي كانت تميّز الحضارات في تلك الأزمنة هو الأشكال العمرانة والتنوع العمراني من حيث المساكن أو القصور أو الدوائر الرسمية .
تعد تركيا واحدة من أكثر البلاد تنوّعا بالحضارات والثقافات التي مرّت عليها على مدار التاريخ , و أدّى هذا التنوع في الثقافات إلى انعكاسه على التنوّع العمراني, حيث لا يزال الى الوقت الحالي يتم تصميم العمران التركي على التصميم العثماني التاريخي القديم .
حيث أن أشكال العمران التركي تتنوع بين الحضارة الرومانية واليونانية وبعدها العمران في الإمبراطورية العثمانية التي تميّزت بالأسقف العالية والنقوش والقبب وصولا الى شكل العمران الحديث الذي يستمدّ فخامته ورونقه من العمران الغربي الأميركي والأوربي .
سنعرض في هذا المقال التغير في العمران التركي وصولا إلى ما هو عليه في الوقت الحالي وتأثره بالصراعات والاختلافات الثقافية والدينية .
بالاضافة الى اللمسات التي تميّز كل حقبة وأثرها على العمران بشكل عام .
أولاً: العمار العثماني ورونقه الخاص
تعد الحضارة المعمارية العثمانية من أجمل الحضارات العمرانية حيث أنه بمجرد النظر الى عمران عثماني تعرف أنه ينتمي الى تلك الحضارة الجذّابة بعمرانها المميز, و التي بزغ نجمها و أعطاها رونقها معماري الدولة العثمانية ميمار سينان آغا والذي استطاع تصميم وبناء قرابة 300 بناء متنوع .
ما يميّز فكر سينان المعماري هو نقله لأسلوبه الرائع في التصميم الى وقتنا الحالي من حيث الأسقف العالية وخصيصا في الجوامع والمرافق الحكومية .
لم يستطع أحد الفكر المبدّع للمعماري سينان مما أثار اعجاب السلاطين العثمانين حيث تولّى التطوير العمراني في تلك الحقبة ونقلها الى وقتنا الحالي .
حيث تجد اللمسات المعمارية المميزة في المشافي ودور التأهيل والمرافق الخدمية في الدولة والنوافير والحدائق , لكن أكثر ما تميّزت بالجوامع .
دار المسنين في اسطنبول
بالاضافة الى اشكال منازل الخاصة حيث اتخذت المنازل في تلك الحقبة ,شكل المنزل الريفي الذي في الأغلب يتكون من طابقين ومستقل غير منخرط ببناء سكني .
ويمكن رؤية قصر دولما باهجي الذي يقع في منطقة بيشكتاش في القسم الاوروبي من مدينة اسطنبول والذي يعد آخر قصور السلالة العثمانية .
ثم دخلت العمارة الغربية لنصل إلى ما نحن عليه اليوم من شكل عمراني .
قصر دولما بهجة
الحركة العمرانية بعد الدولة العثماني :
وفي أواخر الدولة العثمانية وتأسيس الجمهورية التركية عام 1923 التي نحن عليها الآن إبّان الحرب العالمية الأولى اتخذ الشكل العمراني اسلوبا جديدا. باعتماده على الاسلوب الكلاسيكي واختيار أشكال مهدّبة على عكس العصر العثماني . لكنّه اقتصر فقط على المباني العامّة .
وفي تلك الفترة بعد الحرب العالمية الأولى كانت الظروف الاقتصادية في الدول المتضررة لذلك تم اتخاذ نمط معماري اقتصادي يعتمد على الاشكال المسطّحة والمستوية توفيرا للعمار ومواد البناء .
وفي الفترة التالية للحرب العالمية الثانية ظهرت الحاجة الى انشاء المباني الحكومية لكن كانت تلك الفترة شحيحة بالمعماريين بسبب أن الدولة منشأة حديثا ولكن انفتاحها على العالم شجع استيراد العقول والأدمغة من المعماريين الأوروبيين فكان لهم بصمة كبيرة على الحركة المعمارية الحديثة ,حيث تم استقدام معماريين من ألمانيا واستراليا والنمسا .
المرحلة المعمارية الثانية:
في فترة الخمسينات بدأ يطغى العمران الأوروبي على المباني الحكومية والخدمية كالبرلمانات والمجالس العامة والمباني الحكومية . واقتصر العمران القديم على الجوامع في المناطق الأثرية .
حيث بدأت حركة نشأة الفنادق العالمية في المدن التركية الرئيسية بإشراف أوروبي مميز حيث يعتبر فندق هيلتون الفندق الأول ذي النجوم الخمس في تركيا
العمران التركي العصري الحديث :
انتشرت العمارة التركية الحديثة في بداية الألفية الجديدة بعيدا عن البساطة في العمران القديم واتجهت لأن تكون أكثر تعقيدا وفخامة متبّعة الأسلوب الأوروبي الحديث.
ويوجد العديد من الفنادق التي تم إنشاءها في فترة الستينات على الطراز الحديث والفاخر متخذّة شكل البناء العالي و الأبراج.
وفي فترة الستينات والسبعينات شهدت البلاد نقلة نوعية نتيجة انتشار القانون المدني وانتشار ظاهرة تمدد المدن وتوسعها على البحر نتيجة الانفتاح على السياحة بسبب الموقع الساحر للبلاد خصيصا المدن المطلّة على البحر .
كما زاد النمو السكاني المفرط في البلاد مما دفع الحاجة الى التمدد العمراني وتغيير نمط البناء السكاني لكن كانت الحركة العمرانية ليست بالجيدة بسبب الأوضاع السياسية في تلك الفترة في البلاد .
مرحلة الثمانينات والتسعينات :
وفي هذه المرحلة شهدت البلاد حركة وتطور كبير على جوانب حياتية واقتصادية مختلفة منها الصناعة والتجارة بالاضافة الى العمران .و انعكس أيضا على الحركة العمرانية وتسهيل عمليات البناء نتيجة انتشار المواد الأولية ومعدات البناء العالية للحصول على الأبراج السكنية العالية .
وفي فترة التسعينات بدأ انتشار أشكال مختلفة وتصاميم ثورية جديدة نقلت العمران التركي إلى حقبة جديدة من الأشكال العمرانية .
العمران التركي في الألفية الجديدة:
الثورة العلمية والإلكترونية التي أصابت العالم , أصابت بدورها تركيا ونتيجة التقدم العلمي والعمراني . انتقلت الأبنية الجديدة الى الشكل العمراني الجديد الذي يعتمد على العمران الجديد اللذي يتميز بالطوابق العالية تارة والواجهات البللورية تارة أخرى أو واجهات رخامية فاخرة .
حيث كان التوجّه إلى انشاء مدن سكنية بمواصفات فاخرة وتصميمات فريدة لتجذب الأذواق منها المدينة الخضراء في اسطنبول بهجة شهير أو باشاك شهير أو بيليك دوزو في مدينة اسطنبول . بالاضافة الى بناء الفلل والقصور المحاذية للبحر .
واتجهت لتكون أكثر توفيرا للطاقة وأكثر رفاهية حيث يتمّ التوجّه الى البيوت التي تتبع الأنظمة الذكية والتحكم عن بعد بالاضافة الى كثرة انتشار الأبنية العالية لاختصار المساحات وتلبية احتياجات التملّك العقاري في تركيا عامّة و اسطنبول خاصّة .
واتجهت الحكومة التركية لسنّ قوانين تضمن السلامة في البناء عن طريق طرح شروط لتكون المنازل مؤمنة من الزلازل وموافقة للمعايير الحكومية للبناء .
تحرير: تور العقارية©
مقالات مهمة :
10 مزايا عند شراء شقة في تركيا 2022
5 طرق مختلفة من أجل الحصول على الجنسية التركية
شراء عقارات بالتقسيط في اسطنبول تركيا
أفضل شقق رخيصة للبيع في اسطنبول
مرتبة الجواز التركي عالمياً 2022
عقارات للبيع في اسطنبول بإطلالة بحرية
الإقامة العقارية في تركيا و طريقة الحصول عليها
أهم الفرص الاستثمارية في المجال العقاري في تركيا
#Tur_property #عقارات_تركيا #شراء_عقار
#الجنسية_التركية #الاستثمار_العقاري #عقارات_إسطنبول